منزل تميم : الاستقطاب والتنوّع ( الجزء الثاني ) بقلم الأستاذ محمد الفهري
نعود إلى موضوع استقطاب مدينتنا لهذا الزخم الكبير من المتساكنين فأرى أنه يعود إلى دافعين أساسيين : الأوّل طيبة الأهالي وما يتميّزون به من جود وكرم وقبول بالآخر والثاني هو طيب العيش وسهولة كسب الرّزق في المجال الفلاحي خاصّة وما يتطلّبه من مهن أخرى جانبية ولكنّها ملتصقة به التصاقا وطيدا مثل النجارة والحدادة التقليديتين والبناء والاتجار في المنتوجات الفلاحية
وأتذكر في طفولتي أنّ بعض العائلات ترد علينا من الساحل وحتى من الجنوب وتستقرّ في خيام تقيمها خارج المدينة أو في بعض الحقول أثناء فصل الصّيف وتساهم في مساعدة الفلاّحين على جمع صابتهم من الحبوب مقابل نصيب منها ثمّ تعود هذه العائلات إلى بلدانها عند هبوب رياح الخريف محمّلة بعولتها من القمح والشعير والقطانية والفلفل الأحمر المجفّف .
كان هذا في بداية دولة الاستقلال أمّا اليوم فإنّ عدّة أسباب تجعل مدينة منزل تميم تجذب الزائرين من أصحاب الحاجات من القرى والمدن المجاورة لتلبية رغباتهم في مؤسساتها الإدارية والخدماتية حيث أصبحت المدينة قطب خدمات متنوّعة في جميع المجالات والميادين :
في في إقليم الصوناد أو إقليم الكهرباء والغاز أو الكنام أو الضمان الاجتماعي أو محكمة الناحية أو مناطق الحرس والأمن الوطني أو في المستشفى الجهوي أو مصحّة الوطن القبلي أو مصلحة الفحص الفنّي أو التيليكوم ومؤخرا الإدارة العقارية .
وهذا الوضع ساهم في بعث حركية ونشاط كبيرين في الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية بالمدينة مما ساهم في استقطاب عديد البنوك بها نظرا لوفرة السيولة المالية الناتجة عن النشاط الفلاحي والتجاري والحركية الاقتصادية بصفة عامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق