مدينة وتاريخ..منزل تميم عاصمة الدّخلة ووجنة الرأس الطّيب الوضّاءة - إذاعة سمع صوتك

إعلان اعلى المقالة

...

الأحد، 29 ديسمبر 2019

مدينة وتاريخ..منزل تميم عاصمة الدّخلة ووجنة الرأس الطّيب الوضّاءة


عن مدينة منزل تميم 
كل مدينة تكتسي أهميتها من تاريخها وعوامل حضارتها ومميزاتها التنموية وتتّسم كل مدينة بخصائص تبرز مكانتها ودورها في مسيرة البلاد. ومن المدن التي اكتسبت خصائص ميّزتها نجد مدينة منزل تميم التي استقرّت في الجانب الشمالي الشرقي لشبه جزيرة الوطن القبلي التّونسية وسعيا منا للتعريف بتاريخ هذه المدينة وأبرز مميّزاتها التقينا بالمربّي الفاضل محمد الفهري الذي تفضّل مشكورا بتزويدنا بالمعطيات الضافية ونفسح له المجال لتقديمها :

* يقول محدّثنا : لا أظنّ أحدا يستطيع أن يجزم جزما قاطعا بتاريخ منزل تميم ولا بالجذور الأصلية لهذه التسمية التي توحي في حدّ ذاتها بمكان نزول تميم بن المعزّ ( ما دامت صيغة “منزل ” الصرفية هي اسم مكان ) وسواء كانت هي مكان نزول تميم وبجانبها للشرق منزل “يحيى ” بن تميم قاطع الوادي أين يوجد الآن مركز التكوين المهني ،
أو كانت أقيمت على أنقاض ” تافخسيت ” كما يحلو للبعض تسميتها أو على مرتفعات ” الخربة ” التي نطلق عليها اليوم حيّ الازدهار أعتمادا من ناحية على اكتشاف بعض آثار الأولني في الحفريات وحتى في المنطقة القريبة إلى البحر في نفس الاتجاه أو اعتمادا على وجود القبور أو الحوانيت على ربوة سيدي سالم حمام والتي تعتبر مقبرة بونية تمتد في تاريخها إلى ما قبل الميلاد في العهد البوني القرطاجي فإنّ هذا يبقى من باب التخمينات التاريخية ولا يمثل المدينة الجديدة التي أسّسها تميم بن المعزّ ، أما حاضرنا الآن فيعترف بها كمدينة ذات طابع فلاحي أصلها ثابت في أعماق التاريخ وفرعها يرنو إلى سماء التقدّم والازدهار .

أمّا من الناحية الفلاحية فهي مدينة الفلاحة الشاملة التي تعتمد على الزراعات الكبرى أو البعلية بأنواعها وعلى الزراعات السقوية من خضر وبقول بفضل توفّر مائدة مائية سخية نسبيّا وكذلك على غراسة الأشجار المثمرة بأنواعها وأمّا من ناحية التّاريخ فهو يرتكز على أمجاد لمعوا ورجال أنجزوا وحقّقوا المكاسب ، يكفي أن نشير إلى اسماعيل باشا التميمي صاحب الرسالة الشهيرة ” المنح الإلاهية في الرّدّ على الضلالة الوهابية ” والشيخ معاوية الماجري التميمي الأبرّ إمام جامع باريس أمّا بالنسبة لبقية رجال منزل تميم وتحاشيا لذكر الأسماء والعائلات يكفيهم فخرا أنهم فتحوا في عهد الظلمات والاحتلال الجاثم على أنفاس البلاد والعباد ،

الفرع الزيتوني الذي أشاع العلم في جميع طلبته من أبناء البلدات والقرى والمداشر التابعة للوطن القبلي أو الرّأس الطيب بغض النظر عن الوافدين عليه من بقية أنحاء البلاد وحتى من الجنوب التونسي وساهم الفرع الزيتوني في إعدادهم للالتحاق بجامع الزيتونة المعمور .

كما يكفي رجال منزل تميم فخرا أنّهم قاموا في بداية دولة الاستقلال بتشييد أوّل معهد ثانوي في الولاية فتح أبوابه في ستينات القرن الماضي لكلّ مدن وقرى وأرياف الوطن القبلي يعدّ تلاميذه في ثلاث سنوات للالتحاق بمعاهد العاصمة ، فكان ذلك سبقا تاريخيا وحضاريا لمدينتنا يبعث على الفخر والاعتزاز لا يُنكره إلاّ جاحد .

منزل تميم هي مدينة ساحلية يلتقي فيها البحر بزرقته الصافية بخضرة السهول الممتدة على مدّ البصر تحفّها الرّبى من كلّ جانب وتساهم في خلق بانوراما ساحرة تمتزج فيها الألوان امتزاجا غريبا تسرح فيه العيون وترتاح إليه الأنفس المتعبة والأعصاب الكالّة . وهذه الميزات بالإضافة إلى خصال الجود والكرم وقبول الآخر جذبت لها منذ أقدم العصور الكثير من المقيمين بها ، فأنت تجد بين سكّانها ألقابا مختلفة واردة عليها من أغلب مدن الجمهورية :

 ففيها السوسي والصفاقسي والكافي والبنزرتي والجندوبي والمكني والقفصي وغيرهم زيادة على ما حوته المدينة منذ القدم من عائلات عريقة من جهات مختلفة كما انضافت إليها مع بداية القرن السابع عشر عائلات أندلسية فارّة بدينها من التنصير الإسباني المسيحي مثل عائلة بني عامر ، عائلة بوجميل ، عائلة كحلون ، عائلة عاشور وعائلة شلاقو التي عادت إلى اسمها الأصلي “الأندلسي ” .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تواصل معنا

ثقافة وفن